وُلد روبرت كيوساكي في هاواي عام 1947 لعائلة من أصل ياباني أمريكي. بدأ حيات المهنية بعيداً عن عالم المال والأعمال، حيث خدم كضابط وطيار مروحية في سلاح مشاة البحرية الأمريكية خلال حرب فيتنام، وهي تجربة صقلت شخصيته ومنحته الانضباط.

بعد انتهاء خدمته العسكرية، تحول كيوساكي إلى عالم الشركات، حيث عمل كمندوب مبيعات في شركة زيروكس. لكن طموحه قاده سريعاً إلى ريادة الأعمال، فأسس عدة مشاريع تجارية خاصة به. ورغم أن بعض هذه المشاريع واجه الفشل، إلا أنها كانت بمثابة دروس حقيقية في عالم الأعمال.

كانت نقطة التحول الكبرى في حياة كيوساكي هي تبنيه لفلسفة مالية مختلفة تماماً عن السائدة. هذه الفلسفة انبثقت من مقارنته بين شخصيتين محوريتين في حياته: والده المتعلم والحاصل على درجة الدكتوراه (الذي أسماه "الأب الفقير") وصديق والده الذي لم يكمل تعليمه المدرسي لكنه كان مستثمراً ناجحاً (الذي أسماه "الأب الغني").

من هذه المقارنة، صاغ كيوساكي أفكاره حول أهمية "الذكاء المالي" وضرورة جعل المال يعمل لصالحك بدلاً من العكس. ولنشر هذه الأفكار، أسس شركة "Rich Dad Company" وأصدر كتابه الأيقوني "الأب الغني والأب الفقير" عام 1997. حقق الكتاب نجاحاً هائلاً وغير منظور الملايين حول العالم للعلاقة بين العمل والمال، وشدد على الفرق الجوهري بين الأصول (التي تضع المال في جيبك) والخصوم (التي تسحب المال من جيبك).

على مدى العقود التالية، واصل كيوساكي تأليف المزيد من الكتب الأكثر مبيعاً، مثل "النموذج الرباعي للتدفقات النقدية"، وأصبح متحدثاً تحفيزياً ومحللاً اقتصادياً يقدم آراءً جريئة حول مستقبل الاقتصاد العالمي وأهمية الاستثمار في الذهب والفضة والبيتكوين. تحولت حياته من ضابط عسكري إلى واحد من أبرز المؤثرين في مجال التمويل الشخصي والاستثمار على مستوى العالم