
قيم هذا الكتاب
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان - الجزء الأول
ماذا يفعل بك الشيطان كل يوم وأنت لا تشعر؟ وهل تستطيع النجاة من مصائده؟
في هذا المختصر من كتاب “إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان” يكشف ابن القيّم عن أدهى مكايد إبليس التي تتسلل إلى حياتك خفية، من تزيين المعاصي وتغيير أسمائها، إلى إشغال القلب بالوساوس، وإغراقه في الشهوات، وحتى تحويل العبادات نفسها إلى مدخلٍ للاضطراب.
ستتعرف كيف يحاربك عدوك الأول لحظة نيتك للخير، وكيف يخوّفك من الحق ويجرّك إلى الباطل. ومع ذلك يضع لك الكاتب خرائط عملية للمحاسبة، ومجاهدة النفس، والاعتصام بالقرآن والذكر، لتبقى بعيدًا عن شباكه. قراءة تمنحك بصيرة تقودك إلى قلب سليم، لا سلطان للشيطان عليه.
الأفكار الرئيسية للكتاب
-
صلاح القلب يقوم على قوّتين: إدراك الحق كما هو، وإرادته وتقديمه على غيره.
-
أمراض القلب ترجع إلى فساد التصوّر أو فساد الإرادة؛ فيلتبس الحق بالباطل أو تُؤثر الشهوة الضارّة.
-
القلوب ثلاث حالات: قلبٌ سليم يفرّ من القبيح بطبعه، وقلبٌ ميت لا يميّز، وقلبٌ مريض يتجاذبه داعي الحق والباطل.
-
بعض أدواء القلوب تزول بأسباب طبيعية، لكن الأصل أن دواءها عند الرسل بالعلم والهدى.
-
القرآن شفاء للشبهات بالحجج، ودواء للشهوات بالمواعظ والترغيب والترهيب.
-
الزكاة والطهارة حقيقتُهما باطنية: توحيدٌ يطهّر القلب، وتوبةٌ تغسله من أدرانه.
-
النفس أمّارة ولوّامة ومطمئنة؛ والنجاة بمحاسبتها ومخالفتها والاعتصام بالله.
-
أعظم كيد الشيطان: التخويف، وتلبيس الأسماء، والوسوسة في العبادات، وفتنة القبور، واللهو الذي يصدّ عن القرآن.
-
الحِيَل نوعان: محمود يحقق مقاصد الشرع، ومذموم يستحلّ المحرّم ويُسقط الواجب؛ والشريعة جاءت بفتح ذرائع الخير وسدّ ذرائع الشر.
ماذا تجد في الكتاب
-
تقسيم القلوب إلى صحيحٍ وسقيمٍ وميت، ومعايير سلامتها وفسادها.
-
تعريف مرض القلب وأسبابه: الشبهة والشهوة، وأثرهما على الإدراك والإرادة.
-
نوعا أمراض القلوب: ما لا يُحَسّ في الحال (الجهل والشبهات والشهوات) وما يُؤلم فورًا (الهمّ والغمّ والغيظ) مع بيان طرائق علاج كلٍّ منهما.
-
حياة القلب ونوره، وضيق الصدر وظلمته، وعلاقتهما بالهداية والضلال.
-
زكاة القلب وطهارته: كيف يزكو بالإيمان وغضّ البصر والتوبة، وكيف يتنجّس بالشرك والمعاصي.
-
الأدوية الشرعية: مركزية القرآن شفاءً للشبهات والشهوات.
-
علاج استيلاء النفس: محاسبتها قبل العمل وبعده ومخالفتها.
-
مكايد الشيطان ومصايده: التخويف، تزيين الأسماء، الوسواس، فتنة القبور، والغناء.
-
باب الحِيَل وسدّ الذرائع: متى تكون الحيلة طاعة؟ ومتى تكون مخادعة محرّمة؟
مُختصر المُختصر
يرسم ابن القيّم خريطةً دقيقة لأحوال القلوب: قلبٌ صحيح سليم من الشرك والشهوة المخالفة، عبوديته خالصةٌ لله إرادةً ومحبّةً وإنابةً وتوكّلًا؛ وقلبٌ ميت غارقٌ في لذّاته لا يعبأ برضا الربّ ولا بسخطه؛ وقلبٌ مريض يجمع أصل الإيمان مع علل الشهوات، تتخاطفه دعاياتُ الآخرة والعاجلة. مرض القلب فسادٌ يُصيب الإدراك والإرادة معًا: فلا يُرى الحق حقًّا أو لا يُراد، وتغلب الشبهة أو الشهوة تبعًا لضعف الحياة فيه. ومن ثمّ كانت حياة القلب ونوره مادّة كلّ خير، وموته وظلمته مادّة كلّ شر.
يعرض الكتاب علاجين متلازمين: تزكيةٌ بالعلم والعمل؛ فبالقرآن تنجلي الشبهات بالحجج، وتُقاوَم الشهوات بالمواعظ والترغيب والترهيب، وبالطاعات تُستجلب الزكاة، وبالتوبة تُنال الطهارة. ويُشدّد على محاسبة النفس: قبل الفعل لتمييز مقاصده، وبعده لاستدراك التقصير ومراجعة النيّة، إذ النفس قاطعةٌ بين القلب والربّ، وهي أمّارةٌ إن تُركت، لوّامةٌ إن راجعت، مطمئنةٌ إن أُدّبت.
ويكشف مصايد الشيطان: التخويف لإسكات فريضة الأمر والنهي، وتسميةُ المحرّمات بأسماء مستحسَنة، والوسوسة في النية والطهارة والصلاة، وفتنةُ القبور التي تُزاحم بيوت الله، واللهو الذي يصُدّ عن الذكر والقرآن. ويضع ضابطًا لموضوع الحِيَل: ما وافق مقاصد الشرع فهو طاعة، وما استحلّ به المحرّم أو أُسقط به الواجب فهو مخادعة، ولأجل ذلك جاءت الشريعة بسدّ الذرائع إلى الفساد وفتح الذرائع إلى الصلاح. النتيجة رسالة عملية: احفظ حياة قلبك ونوره بالإيمان والقرآن، وخالف نفسك، واستعِذ بالله من الشيطان، تُعطَ قلبًا سليمًا يهدِي إلى الرشد ويثبت على الحق.
الإقتباسات
“إنّ العمل السيئ مصدر عن فساد قصد القلب، ثم يعرض للقلب من فساد العمل قسوة، فيزداد مرضًا على مرضه حتى يموت، ويبقى لا حياة فيه ولا نور له. وكل ذلك من انفعاله لوسوسة الشيطان، وركونه إلى عدوه الذي لا يفلح.“
“ القلب المريض: قلب له حياة وبه علة، ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له، والتوكل عليه، وفيه من محبة الشهوات، وإيثارها والحرص على تحصيلها، وهو بين داعٍ يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة، وداعٍ يدعوه إلى العاجلة. وهو إنما يجيب أقربهما منه بابا، وأدناهما إليه جوارا.“
“ ولما كان البدن المريض يؤذيه ما لا يؤذى الصحيح: من يسير الحر، والبرد، والحركة، ونحو ذلك، فكذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء: من الشبهة أو الشهوة، حيث لا يقدر على دفعهما إذا وردا عليه.“
“ قال عبد الله بن مسعود: "هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف وينكر به المنكر".“
“ قال أكثر المفسرين أنّ الزكاة هي التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفى إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك لطهارته، وإثبات إلهيته سبحانه؛ وهو أصل كل زكاة ونماء، فإن التزكيّ وإن كان أصله النماء والزيادة والبركة- فإنما يحصل بإزالة الشر. فأصل ما تزكو به القلوب والأرواح. هو التوحيد.“
“ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه "إن الدنيا قد ترحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل".“
“ قد اتفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقهم، على أن النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول إلى الرب، فالنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا، والرب يدعو عبده إلى خوفه ونهى النفس عن الهوى، والقلب بين الداعيين، يميل إلى هذا الداعي مرة وإلى هذا مرة وهذا موضع المحنة والابتلاء.“
“ من تأمل القرآن والسنة وجد اعتناءهما بذكر الشيطان وكيده ومحاربته أكثر من ذكر النفس فذكر في عدة مواضع، وأفردت له سورة تامة، وهذا هو الذى لا ينبغي غيره، فإن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته، فهىي مركبه وموضع شره، ومحل طاعته، وقد أمر الله سبحانه بالاستعاذة منه عند قراءة القرآن وغير ذلك، وهذا لشدة الحاجة إلى التعوذ منه، ولم يأمر بالاستعاذة من النفس في موضع واحد، وإنما جاءت الاستعاذة من شرها، كما قال صلى الله عليه وسلم: "وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا".“
“ ومن مكر الشيطان وكيده، تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها فسموا الخمر: "أم الأفراح"، وسمو الربا "بالمعاملة"، وسموا أقبح الظلم "شرع الديوان"، وسمو مجالس الفسوق "مجالس الطيبة".“
“ وإذا تدبرت الشريعة وجدتها قد أتت بسد الذرائع إلى المحرمات، وذلك عكس باب الحيل الموصلة إليها. فالحيل وسائل وأبواب إلى المحرمات، وسد الذرائع عكس ذلك، فبين البابين أعظم تناقض. فنهى الله تعالى عن سب آلهة المشركين، لكونه ذريعة إلى أن يسبوا الله -سبحانه وتعالى- عدوا وكفرا، على وجه المقابلة.“
““
قد يعجبك قرائتها ايضا