“قال دوستويفسكي ذات مرة: "لا أخشى إلا شيئًا واحدًا: ألا أكون جديرًا بمعاناتي". تكررت هذه الكلمات في ذهني بعد أن تعرفت على السجناء الذين قُتلوا في المعسكرات، وشهدتُ معاناتهم وموتهم، وأدركت أن الحرية الداخلية الأخيرة لا تُفقد. ويمكن القول إنهم كانوا جديرين بمعاناتهم؛ فطريقة تحملهم لها كانت إنجازًا داخليًا حقيقيًا. هذه الحرية الروحية - التي لا تُنتزع - هي التي تجعل الحياة ذات معنى وهدف. يمكن أن يُسلب من الإنسان كل شيء إلا شيئًا واحدًا: الحرية الإنسانية وهي اختيار موقفه في أي ظروف، واختيار طريقه الخاص.“

“ عندما لا نعود قادرين على تغيير موقف ما، فإننا نُضطر إلى تغيير أنفسنا.“

“ أولئك الذين لديهم سبب للعيش، يمكنهم تحمل أي شيء تقريبًا.“

“ الحب هو السبيل الوحيد لفهم جوهر الآخر. لا يمكن لأحد أن يدرك جوهر الآخر تمامًا إلا إذا أحبه.“

“ في نهاية المطاف، لا ينبغي للإنسان أن يسأل عن معنى حياته، بل عليه أن يُدرك أنه هو من يُسأل. باختصار، كل إنسان يُسأل عن الحياة؛ ولا يُمكنه أن يُجيب على الحياة إلا بإجابة حياته؛ ولا يُمكنه أن يستجيب لها إلا بتحمل المسؤولية.“

“ في بعض الأوقات، تتوقف المعاناة عن كونها معاناةً في اللحظة التي تجد فيها معنىً، مثل معنى التضحية.“

“ لأول مرة في حياتي، رأيتُ الحقيقة كما غنّاها شعراءٌ كثيرون، وأعلنها مفكرون حكمةً سامية. الحقيقة هي أن الحب هو الغاية الأسمى التي يطمح إليها الإنسان. عندها أدركتُ معنى السر الأعظم الذي يكشفه الشعر البشري والفكر والمعتقد الإنسانيان: خلاص الإنسان يكون بالحب وفي الحب.“

“ الإنسان الذي يُدرك مسؤوليته تجاه إنسان ينتظره بشغف، أو تجاه عمل لم يُنجزه، لن يتخلى عن حياته أبدًا. إنه يعرف "سبب" وجوده، وسيكون قادرًا على تحمّل أي شيءٍ تقريبًا. بإعلاني أن الإنسان مسؤولٌ عن معنى حياته المُحتمل، وأن عليه تحقيق هذا المعنى، أودّ التأكيد على أن المعنى الحقيقي للحياة يُكتشف في العالم لا داخله أو في نفسه، كما لو كان نظامًا مُغلقًا. لقد أطلقتُ على هذه السمة الأساسية "التسامي الذاتي للوجود الإنساني". فهي تُشير إلى أن الوجود الإنساني يُشير دائمًا، ويُوجَّه، إلى شيء أو شخصٍ آخر غير الذات - سواءً كان معنىً يسعى المرء إلى تحقيقه أو إنسانًا آخر يلتقي به. كلما نسي المرء نفسه - ببذل نفسه لقضيةٍ يخدمها أو لشخصٍ آخر يُحبه - ازدادت إنسانيته وزاد تحقيق ذات.“

“ الإنسان لا يقتصر على الوجود، بل يُقرر دائمًا ماهية وجوده، وما سيصبح عليه في اللحظة التالية. وفي الوقت نفسه، يتمتع كل إنسان بحرية التغيير في أي لحظة.“

“ الإنسان ليس شيئًا واحدًا من بين أشياء أخرى؛ فالأشياء تُحدد بعضها بعضًا، لكن الإنسان في نهاية المطاف هو من يُقرر مصيره بنفسه. ما يُصبح عليه - ضمن حدود موهبته وبيئته - هو من صنع نفسه. في معسكرات الاعتقال، على سبيل المثال، في هذا المختبر الحي وعلى أرض التجارب هذه، شاهدنا وشاهدنا بعض رفاقنا يتصرفون كالخنازير، بينما تصرف آخرون كالقديسين. يمتلك الإنسان كلتا الإمكانيتين في داخله؛ أيهما يتحقق يعتمد على القرارات لا على الظروف. من المعروف أن الفكاهة، أكثر من أي شيء آخر في التكوين البشري، يمكن أن توفر العزلة والقدرة على الارتفاع فوق أي موقف، حتى لو كان لبضع ثوانٍ فقط.“

““