
قيم هذا الكتاب
الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب
هل سقط المطر على قلبك يومًا؟
يأتي كتاب "الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب" للإمام ابن القيم كغيثٍ سماوي يُنعش القلوب الظامئة.
يشبّه ابن القيم الذكر بالمطر الغزير الذي يُحيي الأرض بعد موتها، ويؤكد أن الذكر ليس مجرد كلمات تُردَّد، بل مفتاحٌ لطمأنينة القلب، وسلاحٌ يُقاتِل به العبد وساوس الشيطان وضغوط الحياة.
يشرح الكتاب مراتب الناس في الصلاة، وكيف أن الحضور القلبي هو سر القبول، كما يتناول فضل الصدقة، والصيام، ويبيّن أن صلاح القلب هو الأساس، لا فقط كثرة الأفعال.
يستعرض المؤلف عشرات الأذكار النبوية التي تصلح لكل حال: من الذكر عند النوم والاستيقاظ، إلى الدعاء في الكرب، والاستغفار بعد الصلاة، وحتى الذكر عند دخول المنزل أو السوق. ويربط بين الذكر وفضائل عظيمة كدفع البلاء، وشفاء القلب، وجلب الرزق، بل وبناء دورٍ في الجنة.
يمتاز الكتاب بجمعٍ بين العلم الشرعي العميق، والتوجيه التربوي الروحي، بأسلوب مفعم بالإيمان والحكمة.
إنه دعوة صادقة لتجديد العلاقة مع الله، وتنقية القلب من الغفلة والذنوب.
هذا الكتاب، كل صفحة فيه قطرة نور، وكل ذكرٍ بذرة تُزهِر في أرض قلبك، إن سقيتها بإخلاصٍ.
الأفكار الرئيسية للكتاب
-
الذكر حياة القلوب ودواؤها من الغفلة والهموم.
-
العبادة الحقيقية تقوم على الحب والذل لله، لا مجرد أداء ظاهري.
-
مراتب الصلاة خمس وأعلاها من يحضر بقلبه وجوارحه.
-
الإخلاص سرّ القبول، والرياء والعُجب يُحبطان العمل.
-
الذكر أفضل من الدعاء غالبًا، وهو سبب الطمأنينة والرزق ودفع البلاء.
-
الأذكار اليومية تحصّن المسلم في كل حال (صباحًا، مساءً، نومًا، سفرًا، وغيرها).
-
تشبيهات قرآنية رائعة توضح أثر الإيمان والذكر في حياة القلب.
ماذا تجد في الكتاب؟
-
شرح عميق لمعنى الذكر: أن تذكر الله بقلبك قبل لسانك، وتجعله رفيقًا لك في كل لحظة من حياتك.
-
تصنيف مراتب الصلاة وحضور القلب فيها: من الغافل إلى المقرّب من الله، لتكتشف أنت في أي درجة.
-
فضائل الصيام والصدقة والعبادات القلبية: كيف ترتقي بها في الدنيا والآخرة.
-
فوائد الذكر بالتفصيل: منها دفع الغضب، إزالة الهم، جلب الطمأنينة، بناء بيوت في الجنة، وأكثر من 100 فائدة ذكرها الإمام.
-
أذكار نبوية لكل موقف: عند الاستيقاظ، النوم، المرض، الخوف، السفر، الحزن، دخول السوق، الخلاء، وغيرها.
-
شرح الفرق بين الذكر والدعاء وقراءة القرآن: متى يكون كلٌّ منها أفضل؟
-
تشبيهات قرآنية رائعة: مثل المثل المائي والناري لحال القلوب والنفاق والإيمان.
مُختصر المُختصر
يبدأ الإمام ابن القيم كتابه "الوابل الصيب من الكلم الطيب" بتأصيل عميق لمعنى العبودية، موضحًا أن الإنسان يتقلّب في دنياه بين النعمة التي تحتاج إلى شكر، والمحنة التي تحتاج إلى صبر، ولا يبلغ كمال العبودية حتى يجمع بين المحبة لله والذل والانكسار بين يديه. ويرى أن الذكر هو السبيل الأعظم لتحقيق هذه العبودية، لأنه يُقرّب القلب من الله، ويوقظه من غفلته، ويملؤه طمأنينةً ونورًا. ثم يتناول الحديث عن استقامة القلب، مبينًا أن محبة الله ينبغي أن تتقدّم على كل محبوب، وأن تعظيم أوامره ونواهيه هو دليل صدق العبودية، كما يشرح كيف أن كثيرًا من الأعمال تُحبط بسبب الغفلة أو الرياء، وأن ما يُكتب للعبد من صلاته إنما هو ما حضره قلبه منها.
يفرد المؤلف جزءًا كبيرًا من الكتاب للحديث عن مراتب الناس في الصلاة، فيقسمهم إلى خمس مراتب، تبدأ بالمهمل الغافل، وتنتهي بمن يضع قلبه بين يدي الله ممتلئًا خشوعًا وحبًا، ويعتبر هذا أعلى درجات القرب. ثم ينتقل إلى ذكر أكثر من مائة فائدة للذكر، منها: جلب الرزق، طرد الشيطان، تفريج الكرب، شرح الصدر، تكفير الذنوب، رفع الدرجات، بناء البيوت في الجنة، وتوريث المحبة في القلب. ويربط الإمام بين الذكر ووحي السماء، فيشبّهه بالمطر الذي يحيي الأرض، وبالنور الذي يبدد الظلمة، فيعرض أمثلة قرآنية مدهشة توضح حال القلوب بالإيمان والنفاق.
ويختم الكتاب بجمع غزير من الأذكار النبوية، مرتبة حسب أحوال المسلم اليومية: في الصباح والمساء، النوم والاستيقاظ، دخول البيت، الخروج، المرض، السفر، الحزن، الفزع، وغيرها. ويبيّن ألفاظ الذكر، وأوقاته، وآثاره في حياة الإنسان. كما يفرّق بين الذكر والدعاء وقراءة القرآن، ويشرح متى يكون كل منها أفضل، بحسب الحال والمقام. إن "الوابل الصيب" ليس مجرد كتاب في الأذكار، بل دليلٌ عملي وتربوي لإحياء القلب، وتصحيح العلاقة مع الله، والعيش في أنواره ورحمته طوال اليوم.
الإقتباسات
“وما أكثر ما يُقدّم العبد ما يحبه هو ويهواه على ما يحبه الله تعالى، وسُنّة الله تعالى فيمن هذا شأنه، أن يُنكّد عليه محابّه، ويُنغِّصها عليه، ولا ينال شيء منها إلا بنكدٍ وتنغيص، جزاءً له على إيثاره هواه وهوى من يُعظّمه من الخلق، أو يحبه على محبة لله تعالى.“
“ يتقلّب العبد في الدنيا بين حالين، حال النّعمة والذي يتطلب الشُكر، وحال المِحنَة والذي يتطلّب الصَبر، ولا تنقلب المحنة إلى منحة، إلا حينما يُدرك الإنسان معنى عبودية الله في الضرّاء قبل السرّاء، فحينها يصير عبدًا لله حقًا، فيفتح الله له باب الذل والانكسار، واللجوء إليه وحده، ولا يكلهُ إلى نفسه أبدًا، حتى يرى العبد عيوب نفسه وجهلها وظلمها، ويُشاهد في نفس اللحظة فضل ربه وإحسانه ورحمته.“
“ قال بعض السلف: ابن آدم، أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج. فإن بدأتُ بنصيبك من الدنيا أضعت نصيبك من الآخرة، وكنت من نصيب الدنيا على خطر، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة فزت بنصيبك من الدنيا فانتظمته انتظاما.“
“ فأي عبد اتخذ في هذه الدار مفتاحًا صالحًا من التوحيد، وركَّب فيه أسنانًا من الأوامر، جاء يوم القيامة إلى باب الجنة ومعه مفتاحها الذي لا يُفتح إلا به، فلم يعقه عن الفتح التوحيد، فإن التوحيد هو مفتاح بابها، فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابها، وكذلك إن أتى بمفتاحٍ لا أسنان له، لم يمكن الفتح به، وأسنان هذا المفتاح هي: الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والجهاد.“
“ والسخاء نوعان: فأشرفهما: سخاؤك عما بيد غيرك، والثاني: سخاؤك ببذل ما في يدك. فقد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يُعطيهم شيئًا، لأنه سخا عما في أيديهم، وهذا معنى قول بعضهم: السخاء أن تكون بمالك متبرعًا، وعن مال غيرك متورعًا.“
“ فالقلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنّه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه. وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.“
“ وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه يقول: إنّ في الدنيا جنّة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة. وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.“
“ إنّ ذكر الله عز وجل يُذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله عز وجل، إذ بحسب ذكره يجد الأمن ويزول خوفه، حتى كأن المخاوف التي يجدها، أماناً له، والغافل خائف مع أمنه حتى كأن ما هو فيه من الأمن، كله مخاوف.“
“ وقلتُ لشيخ الإسلام ابن تيمية: سُئل بعض أهل العلم: أيما أنفع للعبد، التسبيح أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوب نقيًا، فالبخور وماء الورد أنفع له، وإن كان دنسًا فالصابون والماء الحار أنفع له، فقال لي: فكيف والثياب لا تزال دنسة.“
“ قال رسول الله: إنَّ الغضَبَ من الشَّيطانِ، وإنَّ الشَّيطانَ خُلِقَ من النَّارِ، وإنَّما تُطفَأُ النَّارُ بالماءِ، فإذا غضِبَ أحدُكُم فليتوضَّأْ». وحينما رأى رسول الله رجلان يستبّان وأحدهما قد احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، قال: «إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِد.“
“ كتاب "الوابل الصيب من الكلم الطيب" لابن القيم الجوزية هو كتاب يتناول فضائل الذكر وأهميته في حياة المسلم. كلمة "الوابل" تعني المطر الغزير، و"الصيب" تعني الخالص النقي، والمقصود بالكلم الطيب، الذكر والدعاء. وكأن الشيخ ابن القيّم رحمه الله يريد أن يقول عن كتابه: العطاء الخيّر الخالص من الكلام الطيب النافع الذي هو الذكر والدعاء.“
““
قد يعجبك قرائتها ايضا